إعداد وتقديم: حنان حسين المونتاج الإذاعي: آية الطويل قبل الخوض في موضوع التوكل ومعرفة درجاته، ومحاسنه، وفضله، لا بد أولًا من بيان حقيقته، فالتوكل منزلة من منازل الدين، ومقام من مقامات الموقنين، بل هو من معاني درجات المقربين. وهو في حقيقته: الثقة بالله عز وجل، والاعتماد عليه، والتوكل عليه دون غيره من سائر الخلق والأسباب، فهو مصدر الخير، ومُسبِّب الأسباب، وهو القادر على إنجاح غايات عباده، وتحقيق مآربهم. وليس معنى التوكل إغفال الأسباب والوسائل التي تؤدي إلى تحقيق المنافع ودرء المضار، أو أن يقف المرء إزاء الأحداث والأزمات مكتوف اليدين، سليب الإرادة والعزم؛ بل يجب أن تكون الثقة بالله تعالى، والتوكل عليه وحده، ولا ينافي ذلك أن يستعين الإنسان بالأسباب الطبيعية والوسائل الظاهرية لتحقيق أهدافه ومصالحه؛ كالتسلح لمقاومة الأعداء، والتزود للسفر، والتداوي من المرض. فهذه كلها أسباب ضرورية لحماية الإنسان وإنجاز مقاصده. وقد أبى الله عز وجل أن تجري الأمور إلا بأسبابها.