تفاصيل الحلقة

الحلقة الحادية عشرة: قلبي حرم ربي

1446
مشاركة الحلقة
image

إعداد: زينب العارضي تقديم: نهاوند العبودي المونتاج الإذاعي: هنادي الحسناوي ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "قُلوبُ العِبادِ الطاهِرَةُ مَواضِعُ نَظَرِ اللّه سبحانَهُ، فَمَن طَهَّرَ قَلبَهُ نَظَرَ إلَيهِ". قلوبنا آنية المحبة لله عزّ وجل، وكلما طهرت حظيت بالفيض والفضل، ونالت نظرة الرضا من الأعز الأجل، إنها حرم الله تعالى الذي ينبغي أن لا يكون لغيره، والمحل الذي لا يستحق سواه أن يكون له، فهنيئًا لمن أعده ليكون عرشًا لربه، وفاز بقربه. وللوصول يحتاج العبد إلى اليقظة والحذر التام، فأي غفلة قد تجعله بعيدًا عنه قريبًا من وحل البعد والآثام، فالمرء بين دعوتين: دعوة ربانية إلهية بأن يكون الحاكم على قلبه رب البرية، ودعوة شيطانية دنيوية بأن يكون الشيطان والدنيا من يحكم القلب ويتصرف في شؤونه بالكلية، ولا سبيل للجمع بينهما، فكما أن الليل والنهار لا يجتمعان، كذلك حب الدنيا والرحمن، الأمر الذي يفرض على العبد الجهاد المستمر؛ لئلا يركن إلى الدنيا ويغفل عن ربه فيتراجع ويتقهقر، فالسقوط لا يحدث فجأة وبلا مقدمات، بل ثمة عوامل تتفاعل في قلب العبد حتى يواجه هذا المصير التعيس فيغزوه الاضطراب والشتات.