تفاصيل الحلقة

الحلقة الخامسة: احترام وصية الرحمن في البر بالوالدين لا سيما عند الكبر

3 ذو القعدة 1446
مشاركة الحلقة
image

إعداد: وفاء عمر عاشور تقديم: زهراء الطالقاني الإخراج الإذاعي: رسل باسم الضيفة: بشرى الشويلي يُمثّل الوالدان رمز العزّة والفخر للأبناء، فهما السراج المنير لحياتهم، والتربة الصالحة التي تُنبت مسيرتهم في الدنيا، وقد جعل الله تعالى شكرهما مقرونًا بشكره، لعِظَم تضحياتهما وجسامة رسالتهما في التربية والإعداد، دون انتظار مقابل، ومن الحقوق الثابتة لهما بعد هذا العطاء أن يحصدا ثمرة جهدهما في شيخوختهما، عبر الرعاية والبرّ، وعدم مقابلة إحسانهما بالجفاء أو النكران، إذ إن رضاهما بوابةٌ لدخول الجنة، وسخطهما طريقٌ إلى الحرمان. وفي مرحلة الشيخوخة، تبرز تحدياتٌ تتطلب التعامل بحكمة، كالغضب السريع أو العناد الناتج عن رفض العلاج أو المنع من أطعمة ضارة، هنا يجب على الأبناء تجنب المواجهة، واستبدالها باللطف في التوجيه، مع الحفاظ على حُرمة الاحترام، فالكلمة الطيبة ولغة الجسد الودودة – كالنظرات الحانية وحركات الرعاية اللطيفة – تُذكّران الوالدين بأن القرارات نابعةٌ من محض حبهم، لا من فرض السيطرة. كما ينبغي توفير بيئة آمنة لهما عند إعادة ترتيب متعلقاتهما، عبر الإبقاء على ما يعتادانه قدر الإمكان، أو إشراكهما في التغيير برفق، لئلا يشعرا بالاغتراب. ولتعميق قيمة البرّ في الأجيال الجديدة، لا بد من توجيه الأحفاد – خاصة المراهقين – إلى فضل الرحمة بالمسنين، عبر القدوة العملية، وحوارات تبيّن كيف كان الأجداد سببًا في وجودهم، وأن رعايتهم واجبٌ ديني وإنساني، فكما جاء في القرآن الكريم: "إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا" (الإسراء: 23). هذه الآية تُلخّص جوهر التعامل مع الوالدين: كلامٌ لطيف، وصبرٌ لا ينفد، وقلبٌ يمتلئ شكرًا لكل ما قدّماه، فبرّهم ليس تكليفًا فحسب، بل هو امتدادٌ لرحمة الله في الأرض.