إعداد: مريم الحسيني تقديم: سالمين حسين المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري بعد أن مضت ست سنوات على ولادة الإمام علي (عليه السلام)، أصيبت قريش بأزمة اقتصادية خانقة، وكانت وطأتها شديدة على أبي طالب، إذ كان رجلًا كثير العيال، وملاذًا يلوذ به المحتاج والفقير، بحكم مركزه الاجتماعي في مكة، فهل يرضى المصطفى (صلى الله عليه وآله) وبنو هاشم أن تقسو الحياة على عميدهم؟ توجّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى عمه العباس بن عبد المطلب، وكان أغنى بني هاشم آنذاك، وخاطبه قائلًا: "يا عم، إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناسَ ما ترى، فانطلق بنا إلى بيته لنخفف عنه من عياله،...." فأخذ العباس جعفرًا، وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليًا، وكان عمره يومذاك ست سنوات. وهكذا، آنَ لعليٍّ (عليه السلام) أن يعيش في كنف محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حيث نشأ في رعايته، وشرب من ينابيع مودّته وحنانه، وتربّى على ما علّمه ربّه تعالى، ولم يفارقه منذ ذلك التاريخ حتى لحق الرسول (صلى الله عليه وآله) بالرفيق الأعلى.