تفاصيل الحلقة

الحلقة الأولى: ما لقي أحدٌ في هذه الأمة ما لقيت

1430
مشاركة الحلقة
image

إعداد: مريم الحسيني تقديم: سالمين حسين المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري لم يلقَ عظيمٌ في التاريخ البشري ما لقيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) من ظلمٍ وآثارٍ جسيمة، سواء في حياته أو بعد مماته، فإذا كان (عليه السلام) قد عانى كثيرًا في حياته المليئة بالمآثر والأمجاد، فإن الظلم لم يفارقه حتى بعد رحيله، إذ حُرِم من أبسط الحقوق، وهي كتابة تاريخه بإنصاف وصدق، ولمدة طويلة. فبعد ارتحال الإمام إلى الرفيق الأعلى، خضعت أجيال الأمة الإسلامية لعملية "مسح دماغي" لا مثيل لها، كي تنسى عليًا (عليه السلام) ودوره الإيجابي العظيم في دفع حركة الإسلام التاريخية نحو العزّة والمجد، أو لتأخذه في إطارٍ مشوّهٍ وممسوخ. وحسبنا أن المنابر – وهي أعظم الأجهزة التربوية والإعلامية لدى المسلمين آنذاك – قد سُخِّرت لعشرات السنين للنيل من علي (عليه السلام) وتشويه تاريخه الفذ، حقدًا على الإسلام، وانتقامًا لقتلى المشركين وهزيمتهم في معركة بدر. فكانت خطبة الجمعة في العهد الأموي تُفتتح بشتم الإمام علي (عليه السلام) بكلمات يأبى التاريخ أن يسطرها على صفحاته، وكانت تدعو وتشجع على هذا العمل القبيح المنافي للإسلام والذوق الإنساني الرفيع. لقد تجندت قوى وأجهزة حكم، ورواة، ومحدثون مأجورون، ومؤرخون للسلاطين، في محاولة لطمس معالم تاريخ الإمام علي (عليه السلام) المشرق الوضّاء.