إعداد: سارة عامر تقديم: جلنار الزبيدي الإخراج الإذاعي: فادية شوقي الضيفة: أشواق الموسوي في هذه الحلقة التأبينية التي تصادف ذكرى شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)، نتوقف عند مشروعه التربوي العظيم في صناعة الإنسان وبناء المجتمع، حيث أبرزنا ثنائية البناء المعرفي والتهذيب الأخلاقي كأساس لتكامل الشخصية المسلمة. لقد رسم الإمام الصادق (عليه السلام) منهجاً متكاملاً يجمع بين إثراء العقل بالمعارف وترويض النفس بالفضائل، فكانت مدرسته جامعةً للعلوم وحاضنةً للأخلاق، فلم يكتفِ بترسيخ الأصول الفكرية والفقهية، بل جعلها تمتد لتشمل تطهير القلب وتزكية النفس. ففي الجانب المعرفي، أسس الإمام (عليه السلام) نهضة علمية شاملة، تخرّج منها آلاف العلماء في مختلف الحقول، من الفقه والحديث إلى الفلسفة والكيمياء، ليؤسس بذلك لمنهج عقلي مستنير، وفي الجانب السلوكي، ربط العلم بالعمل، وجعل المعرفة وسيلةً لترجمة القيم إلى ممارسات، فكانت وصاياه في الأخوة الإيمانية واجتناب الحسد والتحلي بالصبر، نماذج حية لبناء المجتمع الفاضل. هكذا أراد الإمام الصادق (عليه السلام) للإنسان أن يكون: عالماً عاملاً، عارفاً زكياً، يجمع بين حكمة العقل وطهارة القلب، ليكون لبنةً في صرح الأمة الواعية، فذكرى استشهاده تبقى دعوةً للاقتداء بمنهجه في تحقيق التوازن بين العلم والأخلاق، كي تظل شخصيتنا الإسلامية مشعلاً ينير الدرب للأجيال.