أعداد: آيات الياسري تقديم: فاطمة المدني المونتاج الإذاعي: علا نعمة تحدثنا في هذه الحلقة عن حوار دار بين السيدة الجليلة العظيمة أم البنين (عليها السلام) مع أولادها الأربعة ونذكر خلاصة هذا اللقاء الشجي: التقيت بهم ولكن كيف كان الملتقى كنت أتعثر في طريق الوصول للقياهم وإذا بالحصى تململ أقدامي التي طالما تقرح أقدام من يمر، نفثت عن جفني التراب الندي الذي جعل من عيناي كأنهم الحمرة المشرقية وأنا أسير واتلفت يميناً ويساراً لأراقب مجيء تلك القافلة المهيبة يتقدمها سيداٌ رسمت علته خطواته من بعيد عظيم القدر كأنه عقاب ذهبي يحوم حول الهوادج، وسيم الطلعة يسطع من وجهه نور بهي، وقد راحت العيون تتطلع صوبه تارة وصوب السيدة تارة أخرى لقد أيقظتني من سبات تلك الخطى الوقورة المتعجلة لكن ما لفت انتباهِ حقاً كان صوتاً توارى الى ذهني من قبل قلت ما أصابك؟ هيا هلمّي لما يجري ولا تدعي للخيال مكاناً، لم يكن صوته مرتفعاً بل كان همساً رقيقاً ولم يكن أجش النبرة بل كان عذباً رقيقاً وقد لازمه طيف امرأة مهيبة أقبلت تتبع القافلة بخطى بطيئة تترجم ما حلّ عليها من مصاب وهي تهتف بصوت فيه حسرة: رويدكم يا أبناء أمير المؤمنين لي إليكم وصية طأطات الرؤوس ونظر إليها ذلك الوسيم قال: لبيك يا أماه، أنا قمرك العباس لبيك لبيك ...وإذا بها تقول رباه تقبل وأجرنا وأنت خير مجير، قمري ماذا عن إخوتك؟ هل وفوا حق أخيك الحسين؟ أماه أجبني ...!