إعداد: عهود العارضي تقديم: زهراء فوزي المونتاج الإذاعي: فادية شوقي بعد السنوات الثلاث الأولى من المبعث النبوي الشريف، نزل على النبي محمد (صلى الله عليه وآله) قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) وهنا تخصيص للأقربين من دون عامة الناس، لأن الدعوة إِلى التوحيد الخالص المصاحبة لتحطيم نظام الشرك وعبادة الأصنام في بيئة الجاهلية وفترتها كانت في الواقع عملًا عجيبًا ومخيفًا، وكان استهزاء المشركين معلومًا عند اللّه من قبل أن يُمارس، ولهذا أراد اللّه تعالى تقوية قلب نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كي لا يخشى المستهزئين، ويعلن رسالته بكل قوّة على الملأ ويشرع بجهاد منطقي معهم مبتدئًا بعشيرته الأقربين، وبعد أن انتشر أمر نبوته " صلى الله عليه وآله" في مكة، بدأت قريش تتعرض لشخص النبي " صلى الله عليه وآله" بالاستهزاء والسخرية، وأنواع التهم، وكان لذلك الاستهزاء تأثير على إقبال الناس على الدخول في الإسلام، فاغتم النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" لذلك، فأنزل الله عليه هذه الآيات ليأمره بإظهار الدعوة، وأن لا يهتم لهم، بل يتجاهلهم، فقال تعالى "فاصدع بما تؤمر، وأعرض عن المشركين. إنا كفيناك المستهزئين".