تفاصيل الحلقة

الحلقة الثالثة: من مسببات التفكير السلبي .. الابتعاد عن الله تعالى

1447هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: زينب رستم تقديم: زهراء فوزي المونتاج الإذاعي: آلاء السعدي تتناول هذه الحلقة من برنامج "بكَ أكون" موضوع الأنا المنتفخة باعتبارها العائق الأول للنجاة، فالذات حين تستسلم للغرور والتكبر تتحول إلى حاجز يحجب الفيوض الإلهية ويُطفئ نور السكينة الروحية، وقد حذر القرآن الكريم من هذه الصفات بقوله تعالى: "وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ"، كما ورد عن الإمام علي (عليه السلام): "إياك والكبر، فإنه أعظم الذنوب وألأم العيوب، وهو حلية إبليس"، فالغرور لا يزيد الإنسان إلا بعدًا عن ربه وعمىً عن عيوبه، بينما التواضع يفتح له أبواب القبول والرفعة، وحين تغتر الفتاة بجمالها أو منصبها أو استقلاليتها، فإنها تقع في فخ الشعارات الزائفة التي تبعدها عن جوهر الدين وأخلاق أهل البيت (ع)، وقد جسّد النبي محمد (ص) أسمى صور التواضع حتى خاطبه القرآن بقوله: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ", إن الطريق إلى النجاة يكمن في الاعتراف بالضعف أمام الله والتذلل لعظمته والسمو بأخلاق التواضع، فالتكبر يزرع الوحشة والفجوة بين القلوب، أما التواضع فيقرّب الأرواح ويجعل صاحبه محبوبًا مهيبًا بلا تكلف، وكثير من النساء بعد نجاحاتهن وقعن في فخ الغرور بينما أخريات زادتهن الإنجازات تواضعًا وصفاء، والتواضع ليس ضعفًا بل قوة روحية وهو السبيل لحفظ النعمة واستمرار العطاء الإلهي، والمرأة المؤمنة مدعوة إلى تهذيب نفسها بالتواضع ومجاهدة الأنا لتبقى أبواب الرحمة مشرعة أمامها، فالكمال لله وحده ومن تواضع لله رفعه ومن استكبر فقد أغلق على نفسه أبواب النجاة، وهكذا يظل التواضع زاد السالكين والغرور أكبر عائق يحجب القلوب عن نور الله وهدايته.