تفاصيل الحلقة

الحلقة الثالثة: الغلو بحق أهل البيت (عليهم السلام)

15 ربيع الأول 1447 هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: منال الخزرجي تقديم: هند الفتلاوي إخراج: خديجة الموسوي الغلوّ هو الاعتقاد بأنّ النبي أو الأئمة (عليهم السلام) آلهة تُعبد من دون الله، أو أنّهم شركاء له في الخلق والرزق والعبودية، أو أنّ الله تعالى قد حلّ فيهم أو اتّحد بهم، أو أنّهم يعلمون الغيب استقلالًا بغير وحي وإلهام من الله، كما يدخل في الغلوّ القول بأنّهم أنبياء، أو أنّ معرفتهم تغني عن الطاعات ولا تكليف مع المعاصي، وهذه العقائد جميعها إلحاد وكفر، دلّت على بطلانها الأدلّة العقلية والآيات القرآنية والروايات الصريحة، وقد تبرّأ الأئمة (عليهم السلام) ممّن ادّعى فيهم الربوبية، ولعنوهم وحكموا بكفرهم، محذّرين شيعتهم من الارتباط بهم، وقد قالوا: «اجعلوا لنا ربًّا نؤوب إليه، وقولوا فينا ما شئتم»، وقد حذّر أمير المؤمنين (عليه السلام) من الإفراط في الحب أو البغض، ويرى أنّ الهلاك في الغلوّ كما في العداء، وأنّ النجاة في التمسك بالنمط الأوسط، وقد نشأت هذه الحركة منذ صدر الإسلام، واتسعت لأسباب شتى، منها الجهل بحقائق الدين، وسوء الفهم للتوحيد والنبوة والعصمة، إضافةً إلى نزعات الانحراف والغلوّ في الكرامات والمعاجز، وفي المقابل، برز اتجاه آخر بالغ في نفي مقامات أهل البيت (عليهم السلام)، حتى أنكر بعض العقائد الثابتة كالعصمة والولاية التكوينية، وهو انحراف آخر يقابل الغلوّ، ولا تزال بعض الفرق المنحرفة كالعُلاهية وغيرها تحمل هذا الفكر الضال، لتكشف بذلك خطورة الانحراف عن خط الوسط الذي رسمه الأئمة (عليهم السلام) طريقًا للهدى والاعتدال.