إعداد وتقديم: فاطمة نجاح المونتاج الإذاعي: خديجة الموسوي حين يشتد الظلام وتتعاظم المحن، لا يبقى للإنسان إلا نور التوكل على الله، ذاك السراج الذي يبدد مخاوف القلب ويمنحه الثبات في أعتى العواصف، فالتوكل هو يقينٌ عميق بأن النتائج بيد الله وحده، وأن المجهود المبذول ليس إلا سبيلًا لبلوغ إرادته، وهو القوة الداخلية التي ترفع الإنسان فوق المخاوف، تجعله ثابت الجَنان، رابط الجأش، لا تهزّه العواصف، ولا تكسره الخطوب. حين تتأمل في مسيرة الأنبياء والصالحين، تجد أن التوكل كان سرّ صمودهم، وأن اليقين بالله كان وقود عزيمتهم، لكن إن أردت أنموذجًا أسمى، ومثالًا خالدًا يتجلى فيه معنى التوكل في أروع صوره، فما عليك إلا أن تتأمل في واقعة كربلاء، حيث وقف الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه في وجه جيشٍ جرّار، قلوبهم مليئة بالإيمان، ونفوسهم مشرقة بنور التوكل، فما ضعفوا، وما استكانوا، وما وهنوا أمام الجبروت والبطش.