شهد مهرجان "السقّاء" القرآني بنسخته الرابعة، الذي نظّمه معهد القرآن الكريم النسوي التابع لمكتب المتولي للشؤون النسوية في العتبة العباسية المقدسة، تقديم مجموعة من الفعاليات الفنية والإبداعية التي تنوّعت بين العروض المسرحية، والأعمال التوثيقية، واللوحات الفنية الحية، في أجواء احتفالية استلهمت روح المناسبة العطرة. إذ قدّمت فرقة "نبع الجود" التابعة للمعهد أوبريت "الثقلين"، الذي جسّد قيمة التمسك بالقرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام) بوصفهما الركيزة الأساسية للهداية والصلاح. وجرى عرض فيلم توثيقي بعنوان "روضة أحباب الكفيل القرآنية"، تناول نشاطات الروضة ودورها في تنشئة الأجيال على أسس قرآنية متينة، مع تسليط الضوء على البرامج التعليمية والتربوية التي تقدّمها للأطفال. وقدمت فرقة "أحباب الكفيل القرآنية" فقرة إنشادية خاصة، عكست بأدائها الإبداعي أجواء الولاء والمحبة لأهل البيت (عليهم السلام)، وسط تفاعل الحاضرات مع الأناشيد التي جسدت القيم الدينية والروحانية. وفي جانب من الفعالية، قدمت الرسامة فاطمة عبد الله الغريري عرضًا فنيًا حيًا، حيث رسمت لوحة فنية أمام الجمهور تجسد شخصية أبي الفضل العباس (عليه السلام)، متزامنةً مع فقرات الحفل، مما أضفى بُعدًا بصريًا متميزًا على الفعالية. واختُتمت العروض بسردٍ مؤثر لقصة الحافظة رسل محمد حميد، التي تحدثت عن رحلتها مع حفظ القرآن الكريم في المعهد، مسلطة الضوء على التحديات التي واجهتها والدعم الذي تلقته حتى تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز العظيم، في شهادة حيّة على الأثر الكبير الذي يتركه المعهد في مسيرة طالباته. وقد أضفت هذه الفعاليات طابعًا فنيًا وثقافيًا ثريًا على المهرجان، وأهميته في الجمع بين الجانب الروحي والإبداعي في إطار الاحتفاء بذكرى مولد أبي الفضل العباس (عليه السلام).